الجمعة، 30 نوفمبر 2012

ذَرَاتّ المّلحّ عَلَى حَوَافّ فنْجَانْ قَهْوَتّي


ذَرَاتّ المّلحّ عَلَى حَوَافّ فنْجَانْ قَهْوَتّي


مـدخل ..|~


يُقال أنّ حُب القهوَة يُمثل الرومَانسِيَة و المزاجيَة لدَى عُشاقِهَا

كنتُ مقتنع تماماً بذلك .. إلَى أن سَمِعت مَعلومَة مِن أحَد أحفاد أفلاطون المعاصرين يقول : بل انها تمثل التشاؤم و السلبية و الميل للنقد !

طبعاً حفيد افلاطون ليس أحد علماء النفس و لا أحد فلاسفة الإغريق ، هو مجرد [ ذرة ملح على فنجان قهوة ]

كل ما خطر بذهني هذا المساء و أنا أحرك كوب القهوةبين أناملي الباردة

هو كيف ستكون حياتنا لو أننا نتعامل مع مشكلاتنا الحياتية و كأنها [ ذرات ملح على فنجان قهوتنا اللذيذة ] !

هل سندع تلك الذرات البشعة تسرق منا لذة كوب كامل من القهوة السكرية الساخنة ؟!

نقد لاذع
خيبات أمل..
خيانة
إحباط ..
حرمان
سقوط مرير..
فشل
اكتئاب..
إرهاق
ظلم..
ثم كفى !

كفى !

كفى !


لست ممن عاشوا قروناً على هذه الأرض ..

لكن سنيني القليلة المضطرمة في قاع كوب من القهوة الساخنة

علمتني أنني حين أنصهر في دوامة الحزن

فإني لا أحرق إلا نفسي

و كل ما يحرقني .. يظل عابثاً بكياني .. بوجودي

ينهشني كما تنهش النار الهشيم ، بلا أي رادع يوقف هذا الجنون !

علمتني أن أستلذ حتى بذرات

الملح على أطراف كوبي

لأنها تمنح القهوة .. لذة أخرى .. مختلفة !

لذة التحدي و الانتصار على الذات = ) قبل و بعد كل شيء

علمتني أن أدير أذناً صمّاء لألسنة تسعى لابتلاعي

عن طريق النقد الغير مبرر لـ أفكار و مشاعر تختصني لوحدي

لا تفيد و لا تضر شخصاً غيري !

علمتني أن أفتح أعيناً عمياء على وجوه لا تعرفني

إلا كـ هوية منسوخة عن انتماء لـ جنسية / أو دين / أو مذهب / أو عِرق !

علمتني أن أضحك إلى الحد الذي يتهمونني فيه بالجنوٍـوٍـوٍن .. في الوقت الذي ينتظرون فيه تهاطل دموعي على مناديلهم القذرة .. !

و كل ما علمتني اياه تلك الحبات المتناثرة على طرف كوب القهوة ..

يتلخص في اللا- مبالاة .. بما كان أو سيكون

و المبالاة .. بما هو [ كائن ] و حاضر في هذه اللحظة بالتحديد دون غيرها

التركيز على ملاعق السكّر الذائبة في القهوة الشهية .. و ليس على بضع حبيبات من الملح على طرف الكوب !

أخذ الأمور على أنها في منتهى السخف و البساطة .. يحل أكثر المشكلات تعقيداً دون أن يكلفنا ذلك أدنى جهد ،

لا يوجد شيء في الوجود يضاهي الشعور بلذة السعآآآدهـ ،

أما باقي الأشياء فـ كلها مجرد [ وسائل ]

خلقت على الأرض لـ أجل سعادتنا !

التعامل مع الأشخاص على أنهم مجرد وريقات متطايرة في طريق العمر .. [ مهما كانوا بالنسبة لنا ]

هذه النظرة تجعل منهم و من مشكلاتهم .. ذرات ملح مضحكة ، لا تغيرّ من عذوبة طعم الحياة !

لم يولد شخص في الوجود ليكون جزءاً من شخصٍ آخر

فكلنا ولدنا منفردين .. و سنموت منفردين

و البشر كلهم من حولنا [ رفقة غربة ] لا أكثر !

مخرج .. |~

بدلأً من التذمر من خشونة ذرة ملح ..
لنستطعم عذوبة ملعقة من السكر !